حب الوحدة في علم النفس وهل فعلا لها فوائد

حب الوحدة في علم النفس وهل فعلا لها فوائد

    حب الوحدة في علم النفس
         قد يعاني غالبية الأشخاص من مشكل الوحدة أو العزلة ولاسيما في وقتنا هذا بحيث أصبح الفرد يفضل أن ينعزل عن الآخرين ويعيش بمفرده وقد يفضل آخرون قضاء بعض الوقت بمفردهم لمراجعة أفكارهم وذكرياتهم والتخطيط للمستقبل، فعلا في بعض الأحيان نحتاج أن ننفرد بأنفسنا بعيدين عن الآخرين، ولكن إن أصبحت العزلة مهيمنة على حياتنا فهذا يشكل خطرا يستدعي القضاء عليه في أقرب وقت، فالإنسان اجتماعي بطبيعته ويجب أن يتعايش مع الناس من حوله، ففي حياتنا اليومية لابد من التعامل مع أطراف آخرين حتى وإن لم ترغب في ذلك، على سبيل المثال عندما تذهب عند بقال لشراء شيء معين فإنك من الضروري أن تسأله عن الثمن وما إلى ذلك، وفي المدرسة لابد أن تتواصل مع زملائك هناك وتسألهم عن الدروس والحصص وفي مكان العمل كذلك نفس الشيء لذا سنتطرق في هذا الموضوع إلى حب الوحدة في علم النفس .

    حب الوحدة في علم النفس

         حوالي 25 في المائة من سكان العالم يحبون الوحدة ويفضلون الانعزال عن المحيط الخارجي بل ويستمتعون بها، غير أنهم يتلقون الكثير من الانتقادات بحيث يصفهم المجتمع بأشخاص مكتئبين وأشخاص سلبيين وغير اجتماعيين. هؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة لأن يتلقوا عدم الثقة والقبول بحيث أن الناس من حولهم لا يرغبون بقضاء الوقت معهم، باعتقادهم أنهم مملين، ولكن العكس’ فقد تجدهم أفض من بعض الأشخاص الاجتماعيين.

         يقول علم النفس أن الأشخاص الذين يحبون الوحدة والانعزال عن الآخرين هم أشخاص ليس بالضرورة يحاولون الهروب من المجتم . قد تجد نادرا أن الأشخاص المحبين للعزلة مصابين بالاكتئاب والرهاب الاجتماعي، لكن كما ذكرنا نجدها في حالات نادرة، ففي حين أن الشخص الذي يحب العزلة هو غالبا يريد أن يقدم لنفسه بعض الوقت وبعض المساحة للتفكير في أموره الحياتية، وقد تجده يمتلك مذكرة خاصة حينما يختلي بنفسه يكتب جميع الأفكار التي تدور في ذهنه ويكتب استراتيجيات لتحسين حياته إلى الأفضل حيث أنه حين يكون وسط مجمع من الناس سواء العائلة أو الأصدقاء لا تسمح له الفرصة بأن يدون ما يرغب في تحقيقه، ولا تكون له الفرصة للتفكير وإيجاد بعض الحلول للمشاكل التي تواجهه في حياته، ويؤكد علم النفس أن الإفراط في الوحدة والانعزال وحبهما بشدة قد يعود بضرر لصاحبه حتى يصبح مصابا بالرهاب الاجتماعي والضيق والخزي من الآخرين. لذا الشيء إن زاد عن حده انقلب إلى ضده .

         كما يوضح علم النفس أن الوحدة لها فوائد أيضا، لا تتعجب من ذلك فهي بالفعل لها فوائد ومزايا ولنوضح الأمر لتفهم. عندما تكون وحدك في بيتك في منتصف الليل ألا تأتيك أفكار وتصورات جيدة تنفعك في حياتك لو دونتها وطبقتها، وحين تكون في الحمام أيضا في هذا المكان بالتحديد تأتيك أفكار عظيمة .

    فوائد الوحدة

    1- تقوية مهارات الإنصات والتركيز

         إن الانعزال عن الآخرين يجعلك تركز جيدا في أمور عديدة، فالهدوء الداخلي والبعد عن ضجيج الناس من حولك كفيل بأن يعطيك مهارة جيدة في التركيز ودقة الملاحظة. وحين تكون وسط مجمع من الناس تكون أكثرهم إنصاتا واستماعا وتحليلا للمواقف والتصرفات والأحاديث التي تدور بينكم . بل وإن الأشخاص الأذكياء هم أكثر الناس الذين يميلون للعزلة ليس كرها للآخرين وإنما يعطون لأنفسهم فرصة للإبداع والتركيز على أمر معين لزيادة الإنتاجية .

    2- التأمل والاسترخاء

         إن الاسترخاء يكون عندما يكون الشخص هادئ بعيد عن العالم الخارجي، وبعيد عن أي شيء يشتته. بحيث يعيش عالم من الهدوء والسكينة، كما أن المحب للعزلة يستطيع التحكم في مشاعره وعواطفه الداخلية، وهو أقرب الناس للطبيعة و التأمل في خلق الله سبحانه وتعالى .
         لقد ذكرنا في هذا الموضوع حب الوحدة في علم النفس، وحاولنا توضيح بعض من فوائدها بحيث درسنا الوحدة الإيجابية أما الوحدة السلبية فهي عكس العزلة أو الانعزال تماما، بحيث أنها شعور داخلي يشعر به الفرد بحيث يشعر بأنه وحيد ولو كان وسط عائلته أو أصدقائه فالوحدة السلبية هي شعور داخلي يراودك ولو كنت وسط آلاف الأشخاص. وسنذكرها في موضوع لاحق إن شاء الله مفهوم الوحدة السلبية وأسبابها وما هي أعراضها وآثارها الجانبية، وكيف نتخلص منها، لذا تابعوا جديدنا أو قوموا بتفعيل الإشعارات لتكونوا أول من يطلع على جديد المواضيع والدراسات ودمتم في أمان الله .

    إرسال تعليق